حبات رمل
في كل عام أقرر و أحلم و أتمنى و أنتظر ...
و لا يحدث من ما قررت و حلمت و تمنيت إلا قليل ...
يمر العام في البداية بإشراقة أمل و ينتهي بحزن غريب...
أخطو خطاً واضحة ما تلبت أن تثبت حتى يأتي اعصار يهزها و يهزني معها ...
***
أخطو نحو إشراقة جديدة ..
نحو أمل واعد ..
نحو أحلام لن تتحقق..
و لكنني أخطو..
متحطمة ..متكسرة .. لا شيء يوقفني ..
و لا شيء يمنعني ..
ففي قلبي بصيص نور ..
حتى و إن كنت أنا نفسي الآن لا أراه ..
لكن خطواتي الواثقة تراه ..
دموعي الدابلة تراه ..
إنه أن تعلم أن جميع الابواب المغلقة ..
و الأمال المتحطمة ..
و القلوب المتكسرة ..
لديها في البعيد من يراها..
لديها رب كريم يرعاها..
لديها بقدر ما داقت من ذل و عذاب في دنياها ..
حياة أزهى من زهر الربيع في متواه ..
إنه بصيص نور بعيد .. نعلم من خلاله أنها مهما حزنت القلوب ..ستأتيها لحظات فرح غامرة ..
و مهما بكت العيون ..و سهرت الجفون ..
ستعوض عن عذاباتها .. ولو في الآخرة ..
ففي الحياة ... كل الحياة
مهما شعرنا بأننا وحدنا و كأننا حبات رمل لا قيمة لها في نظر أعيننا ..
هنالك من نمثل لهم الحياة بأكملها ..
هنالك من يقدرون حبة الرمل ..
و هنالك في البعيد القريب .. من يرون ما بداخلنا ..
فكم من حبات رمل بنت قصوراً في طفولتنا ..
و كم من حبات رمل خلق الله منها جبالاً في طبيعتنا ..
و كم من حبات رمل خلق الله منها جبالاً في طبيعتنا ..
و كم من حبات رمل ربما لا نراها ..لكنها في الحقيقة غيرت مجرى حيتنا ..
فحفظ الله لنا أولائك البشر الذين يملؤون حياتنا بالأمل ..
أولائك الذين يعلمون أننا لسنا حبات رمل بلا قيمة ..
بل يروننا و يرون ما بداخلنا من آمال و أحلام و طموحات ..
و يرون خير أنفسنا و أجمل خصالنا .. يساندوننا و هم حضن دافئ نرتمي فيه لحظة هطول الدمع في أعيننا..
و يعلمون إننا لو وجدنا في مكان آخر لربما تغيرت حياتهم و حياتنا ..
حبة رمل